كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقرأ الباقون فنادته الملائكة بالتاء وحجتهم إجماع الجميع على قوله تحمله الملائكة قال عباس سألت أبا عمرو فقرأ وإذ قالت الملائكة 42 بالتاء ولم يقل وإذ قال الملائكة فأنث فعل الملائكة هاهنا بلا خلاف الواجب أن يرد ما هم مختلفون فيه إلى ما هم عليه مجمعون.
قال الزجاج الوجهان جميعا جائزأن لان الجماعة يلحقها اسم التأنيث لأن معناها معنى جماعة ويجوز أن يعبر عنها بلفظ التذكير كما يقال جمع الملائكة قال ويجوز أن يقول نادته الملائكة وإنما ناداه جبريل وحده لأن معناه أتاه النداء من هذا الجنس كما تقول ركب فلان في السفن وإنما ركب سفينة واحدة تريد بذلك جعل ركوبه في هذا الجنس.
{إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم} 45.
قرأ حمزة وابن عامر إن الله يبشرك بكسر الألف وقرأ الباقون أن الله بالفتح فمن فتح فالمعنى نادته بأن الله يبشرك أن نادته بالبشارة.
ومن كسر أراد قالت له إن الله يبشرك ويجوز أن تقول إنما كسره على الإستئناف.
قرأ حمزة الكسائي يبشرك بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين أي يسرك ويفرحك يقال بشرت الرجل أبشره إذا فرحته وحجتهما قول النبي صلى الله عليه وسلم: هل أنت باشرنا بخير.
وقرا الباقون يبشرك بالتشديد أي يخبرك يقال بشرته أبشره أي أخبرته بما أظهر في بشرة وجهه من السرور وحجتهم قوله فبشرناها بإسحق وقوله وبشر المحسنين قال الكسائي وأبو عبيدة هما لغتان.
{ويعلمه الكتب والحكمة والتورة والإنجيل} 48.
قرأ عاصم ونافع ويعلمه الكتاب بالياء إخبار عن الله أنه يعلمه الكتاب وحجتهما قوله قبلها قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ويعمله.
وقرأ الباقون ونعلمه بالنون أي نحن نعلمه وحجتهم قوله قبلها ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك 44.
{أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فكيون طيرا إذن الله} 49.
قرأ نافع إني أخلق لكم بكسر الألف على الاستئناف.
وقرأ الباقون أني بالفتح وحجتهم أنها بدل من قوله قد جئتكم بآية من ربكم قال الزجاج أني في موضع جر على البدل من آية المعنى جئتكم من أني أخلق لكم من الطين.
قرا نافع فيكون طائرا على واحد كما تقول رجل وراجل وركب وراكب قال الكسائي الطائر واحد على كل حال والطير يكون جمعا وواحدا وحجته أن الله أخبر عنه أنه كان يخلق واحدا ثم واحدا.
وقرأ الباقون طيرا وحجتهم أن الله جل وعز إنما أذن له أن يخلق طيرا كثيرة ولم يكن يخلق واحدا فقط.
{فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين} 56- 57.
قرأ حفص فيوفيهم أجورهم بالياء أي فيوفيهم الله وحجته قوله والله لا يحب الظالمين.
وقرأ الباقون فنوفيهم بالنون الله جل وعز أخبر عن نفسه وحجتهم قوله فأعذبهم عذابا شديدا ولم يقل فيعذبهم.
{هأنتم هؤلاء حججتم} 66.
قرأ نافع وأبو عمرو هانتم بغير همز ويمدان قليلا.
كان أبوعمرو يذهب في هانتم إلى أن الهاء بدل من همزة أأنتم بهمزتي ثم أدخل بين الهمزتين ألفا فقال أاأنتم ثم قلب الهمزة الأولى هاء فقال ها أنتم ثم خفف الهمزة من أنتم فصار هانتم والهمزة تقلب هاء كثيرا لقربها من الهاء كما قيل هرقت الماء وأرقته وإياك وهياك وأهل وآل فإنما ذهب أبو عمرو إلى أن الهاء بدل من الهمزة وليست للتنبيه لأن العرب تقول ها أنا ذا ولا تقول ها أنا هذا فتجمع بين حرفين للتنبيه وكذلك في قوله ها أنتم أولاء لا يكون جمع بين حرفين للتنبيه ها للتنبيه وهؤلاء للتنبيه.
وقرأ ابن كثير في رواية القواس هأنتم مقصورا على وزن هعنتم والأصل عنده أيضا أأنتم بهمزتين فأبدل من الهمزة هاء ولم يدخل بينهما ألفا فصار هأنتم على وزن هعنتم.
وقرأ الباقون ها أنتم بالمد والهمز وها على مذهبهم أدخلت للتنبيه كما أدخلت على ذا فقيل هذا فوصلت (ها) بـ (أنتم) التي هي أسماء المخاطبين فقيل ها أنتم فلابد من المد والهمز من جهة الألف في ها والهمزة في أنتم قالوا ويجوز أيضا أن تكون الهاء في هذه القراءة بدلا من الهمزة.
{ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أتوتيتم} 73.
قرأ ابن كثير آن يؤتى أحد بمد الألف على الاستفهام على وجه الإنكار أي لا يعطى أحد مثل ما أعطيتم وهو متصل بقوله ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم أن يؤتى أحد ويكون قوله إن الهدى هدى الله خبرا اعترض في وسط الكلام ولم يغير من المعنى شيئا وإذا حمل الكلام على هذا كان قوله أن يؤتى بعد من الحكاية عن اليهود يقول لا تصدقوا أن يعطى أحد مثل ما أعطيتم.
وقرأ الباقون أن يؤتى بلا استفهام وتأويله ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم وقد بينا في كتاب التفسير.
{ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليكم ومنهم من إن تأمنه بدنيار لا يؤده إليك} 75.
قرأ أبو عمرو وحمزة وأبو بكر يؤده إليك ولا يؤده إليك بسكون الهاء وحجتهم أن من العرب من يجزم الهاء إذا تحرك ما قبلها فيقول ضربته ضربا شديدا فينزلون الهاء إذا سكنوها وأصلها الرفع بمنزلة أنتم ورأيتهم إذا سكنوا الميم فيها وأصلها الرفع ولم يصلوها بواو فلذلك اجريت الهاء مجرى الميم في أنتم أنشد الفراء:
فيصلح اليوم ويفسده غدا

وقرأ الباقون يؤدهي إليك ولا يؤدهي إليك يصلون بياء في اللفظ وحجتهم أن الياء بدل من الواو وأصلها يؤدهو إليك لكن قلب الواو ياء لانكسار ما قبلها فلا سبيل إلى حذف الياء وهي بدل من الواو قال سيبويه الواو زيدت على الهاء في المذكر كما زيدت الألف في المؤنث في قولك ضربتها ومررت بها وضربتهو ليستوي ضربته المذكر والمؤنث في باب الزيادة.
قرأ نافع في رواية الحلواني يؤده بالإختلاس وحجته أن الكسرة تدل عل الياء وتنوب عنها.
{ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتب والحكم والنبوة ثم يقول كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم} 79 و80.
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بما كنتم تعلمون الكتاب بالتخفيف أي يعلمكم الكتاب.
قال أبو عمرو وحجتهما قوله بما كنتم تدرسون ولم يقل تدرسون.
وقرأ الباقون بما كنتم تعلمون بالتشديد من قولك علمت زيدا الكتاب أعلمه تعليما والمعنى تعلمون الناس الكتاب وحجتهم أن تعلمون أبلغ في المدح من تعلمون لأن المعلم لا يكون معلما حتى يكون عالما بما يعلمه الناس قبل تعليمه وربما كان عالما ليس بمعلم.
وقد روي عن مجاهد أنه قال ما علموه حتى علموه.
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة ولا يأمركم بالنصب وحجتهم أنها نسق على قوله ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب ثم يقول للناس ولا أن يأمركم.
وقرأ الباقون ولا يأمركم بالرفع على وجه الابتداء من الله بالخبر عن النبي صلى الله عليه أنه لا يأمركم ايها الناس أن تتخذوا من الملائكة والنبيين أربابا.
{وإذ أخذ الله ميثق النبيين لما آتيتكم من كتب فمن تولى} 81و82.
قرأ حمزة وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم بكسر اللام جعل ما بمعنى الذي المعنى وإذ أخذ الله ميثاق النبيين للذي آتيتكم أي لهذا هذه اللام لام الإضافة واللام متعلقة بأخذ الميثاق المعنى أخذ الميثاق لإتيانه الكتاب والحكمة أخذ الميثاق قال الفراء من كسر اللام يريد أخذ الميثاق للذي آتاهم من الحكمة قال الزجاج ويكون الكلام يؤول إلى الجزاء كما تقول لما جئتني أكرمتك.
وقرأ الباقون لما آتيتكم بفتح اللام كان الكسائي يقول معناه مهما آتيتكم على تأويل الجزاء قال وجوابه فمن تولى وهذه اللام تدخل في ما وفي من على وجد الجزاء.
قال الزجاج ما هاهنا على ضربين يصلح أن تكون للشرط.
والجزاء وهو أجود الوجهين لأن الشرط يوجب أن كل ما وقع من أمر الرسل فهذه طريقته واللام دخلت في ما كما تدخل في إن الجزاء إذا كان في جوابها القسم قال الله ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك وقال قل لئن اجتمعت الإنس والجن فاللام في إن دخلت مؤكدة موطئة للام القسم ولام القسم هي اللام التي لليمين لأن قولك والله لئن جئتني لأكرمنك إنما حلفك على فعلك إلا أن الشرط معلق به فلذلك دخلت اللام على الشرط فإذا كانت ما في معنى الجزاء موضعها نصب بقوله آتيتكم وتقدير الكلام أي شيء آتيتكم فتكون اللام الأولى على ما فسره دخلت للتوكيد أي توكيد الجزاء واللام الثانية في قوله لتؤمنن به 81 لام القسم قال ويجوز أن تكون ما في معنى الذي ويكون موضعها الرفع المعنى أخذ الله ميثاقهم أي استحلفهم للذي آتيتيكم المعنى آتيتكموه لتؤمنن به وحذف الهاء من قوله آتيتكموه لطول الاسم.
قرأ نافع {لما آتيناكم} بالنون والألف وحجته قوله وآتينا بني إسرائيل الكتاب وو خذوا ما آتيناكم فهذه اللفظ تكون للتعظيم كما قال نحن قسمنا بينهم.
وقرأ الباقون آتيتكم وجحتهم قوله فخذ ما آتيتك.
{أفغير دين الله يبغون وإليه يرجعون} 83.
قرأ أبو عمرو يبغون بالياء وحجته أن الخطاب قد انقضى بالفصل بينه وبين ذلك بقوله فمن تولى بعد لك فأولئك هم الفاسقون 82 ثم قال أفغير دين الله يبغي الفاسقون فيكون الكلام نسقا واحدا.
وقرأ الباقون بالتاء وحجتهم قول قبلها أأقررتم وأخذتم 81 فيكون نسقوا مخاطبة على مخاطبة وقال قوم يجوز أن يكون ابتدأ خطابا مجددا على تأويل قل لهم يا محمد أفغير دين الله تبغون أيها المخاطبون فكان خطابا عاما لليهود وغيرهم من الناس.
وقرأ حفص يبغون بالياء جعله خبرا عن اليهود وإليه يرجعون بالياء أيضا يعني اليهود وقرأ الباقون بالتاء أي أنتم وهم.
{ولله على الناس حج البيت} 97.
قرأ حمزة والكسائي وحفص حج البيت بكسر الحاء وقرأ الباقون بالفتح وهما لغتان الفتح لأهل الحجاز وبني أسد والكسر لغة أهل نجد وقيل إن الفتح مصدر والكسر اسم.
{وما يفعلوا من خير فلن يكفروه} 115.
قرأ حمزة والكسائي وحفص وما يفعلوا من خير فلن يكفروه.
بالياء فيهما وحجتهم قوله قبلها من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر 113 و114 الآية وكذلك وما يفعلوا من خير أي هؤلاء المذكورون وسائر الخلق داخل معهم.
وقرأ الباقون بالتاء فيهما وحجتهم قوله قبلها كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله 110 وما تفعلوا من خير فلن تكفروه أيها المخاطبون بهذا الخطاب.
{وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا} 120.
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو لا يضركم بكسر الضاد وحجتهم قوله لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون وكانت في الأصل لا يضيركم مثل يضربكم فاستثقلت الكسرة على الياء فنقلت كسرة الياء إلى الضاد فصارت لا يضيركم ودخل الجزم على الراء فالتقى ساكنان الياء والراء فطرحت الياء فصارت لا يضركم.
وقرأ الباقون يضركم بضم الضاد وتشديد الراء وضمها من ضر يضر وحجتهم أن ضر في القرآن أكثر من ضار واستعمال العرب ضر أكثر من ضار من ذلك ضرا ولا نفعا ونفعا ولا ضرا وهو كثير في القرآن فلا يصرف عن شيء كثر في القرآن.
وأما ضم الراء ففيه وجهان عند الكسائي أحدهما أن يكون الفعل عنده مجزوما بجواب الجزاء وتكون المضة في الراء تابعة لضمة الضاد كقولهم مد ومده فأتبعوا الضم الضم في المجزوم وكانت في الأصل لا يضرركم ولكن كثيرا من القراء والعرب يدغم في موضع الجزم فلما أرادوا الإدغام سكنوا الراء ونقلوا الضمة التي كانت على الضاد فصارت لا يضرركم ثم أدغموا الراء في الراء وحركوها بحركة الضاد فصارت لا يضركم فهذه الضمة ضمة إتباع وأهل الحجاز يظهرون التضعيف وفي هذه الآية جاءت فيها اللغتان جميعا فقوله إن تمسسكم حسنة على لغة أهل الحجاز ولا يضركم على لغة غيرهم من العرب.
والوجه الآخر أن يكون الفعل مرفوعا فتصير لا على مذهب ليس وتضمر في الكلام فاء كأنه قال فليس يضركم والفاء المضمرة تكون جواب الجزاء واستشهد الكسائي على إضمار الفاء هاهنا بقوله وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون معناه فإذا هم وكذلك قوله وإن أطعتموهم إنكم لمشركون أي فإنكم لمشركون.
{ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلثة ءألف من الملئكة منزلين} 124.
قرأ ابن عامر من الملائكة منزلين بالتشديد وحجته قوله لنزلنا عليهم من السماء ملكا وهما لغتان نزل وأ نزل مثل كرم وأكرم.
{بخمسة آلاف من الملئكة مسومين} 125.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم مسومين بكسر الواو أي معلمين أخذ من السومة وهي العلامة وحجتهم ما جاء في التفسير قال مجاهد كانوا سوموا نواصي خيولهم بالصوف الأبيض فهم على هذا التفسير مسومون لأنهم فاعلون.
ووردت الأخبار بأن الملائكة نزلت على رسول الله صلى الله عليه معتمين بعمائم صفر فأضافوا الاعتمام إليهم ولم يقل معممين فيكونوا مفعولين وتكون القراةء بفتح الواو وقال رسول الله لأصحابه يوم بدر تسوموا فإن الملائكة قد تسومت.
وقرأ الباقون مسومين بفتح الواو وحجتهم منزلين لما كان فتح الزاي مجمعا عليه إذ كانوا مفعولين ردوا قوله مسومين إذ كانت صفة مثل معنى الأول ففتحوا الواو وجعلوهم مفعولين كما كانوا منزلين فكأنهم أنزلوا مسومين.
وقد روي عن عكرمة وقتادة في تفسير ذلك أنهما قالا فيه عليهم سيما القتال وقال قوم مسومين مرسلين تقول العرب لنسومن فيكم الخيل أي لنرسلنها حكى ذلك الكسائي قال وتقول العرب سوم الرجل غلامه أي خلى سبيله فعلى هذا التأويل يوجه معنى ذلك إلى معنى مرسلين على الكفار فيكون موافقا المعنى منزلين.
{وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} 134:
قرأ نافع وابن عامر سارعوا إلى مغفرة من ربكم بغير واو اتباعا لمصاحفهم.
وقرأ الباقون وسارعوا بالواو اتباعا لمصاحفهم.
{إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله} 140.
قرأ حمزة والكسائي وابو بكر إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله بضم القاف فيهما وقرأ الباقون بالفتح فيهما.